
كنا في السابق نحكي في السر، نهمس في الزوايا المظلمة خوفًا من الخيبة، من اللاجدوى… نُخفي حبنا لك كما يُخفى كنز، نرتبك حين نقول "أحبك يا وطني" كأنها تهمة.
أما اليوم، فلا سر بعد الآن… لا خوف، لا ارتباك… نُعلنها كما هي: نحبك يا مغرب، نحبك حدّ التعب، حدّ النضال، حدّ أن نُغيرك حتى تكون كما نستحق.
لم نعد نرضى...، والله لم نعد نرضى…
لا بخطابٍ عدميٍ يصادر فينا الحلم، ولا بخطابٍ تيئيسي يُطفئ شعلة الرجاء.
لقد سئمنا الخوف من التغيير، سئمنا من جعله وهمًا، من منعه من دخول بيوتنا.
كفى..! هذا وطننا… هو دمنا ولهجتنا وخبزنا وأسماؤنا، فلا أحد يزايد علينا في حبّه.
علينا أن ننهض…
أن ننهض من خمولنا، من غيابنا عن المعركة الحقيقية: معركة البناء، معركة الكرامة، معركة العدالة.
أن ننهض من أجل ملكنا، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي يشتغل في صمت، يقودنا بحكمة، يتحرك من أجلنا… فلنكن إلى جانبه، لا خلفه، يدا بيد، حلمًا بحلم، بناءً ببناء.
الحكومة
نعم ننتقدها… لأننا نُريدها كما نُريد للوطن أن يكون: حاضرة، جريئة، صادقة.
لا نريد حكومة تُعلّق الفشل على شماعة الماضي، بل حكومة تصنع واقعًا جديدًا، تشتغل للوطن لا للمقاعد.
البرلمان
كفى صمتًا. كفى حيادًا.
لم ننتخبكم لتُصفقوا أو تصمتوا، بل لتُشرّعوا، لتُدافعوا، لتكونوا لسان المواطن وصوت الكادحين.
نريد برلمانًا يحترم ذكاء الشعب، لا يستخف بآلامه.
المؤسسات الوطنية؟
من المدرسة إلى المحكمة، من المستشفى إلى مكتب الجماعة والمقاطعة … أنتم وجه الدولة الحقيقي، نريدا وجها مشرفات جميلا من نور لا ينطفئ.
رجال ونساء التعليم: انتم من بناء الأعمدة الإنسانية أعيدوا للمهنة قدسيتها، لا تُطفئوا في الأطفال نور الحلم.
الأطباء والممرضون: أنتم أملُ من لا أمل له… خففوا، لا تتاجروا.
المهندسون والتقنيون: المغرب في تصميماتكم، فكونوا أمناء.
العلماء وخطباء المساجد: لا تكونوا أبواق الماضي، بل شموع المستقبل… أرشدوا، لا تفرّقوا.
رجال الأمن الوطني: أنتم درع المدن، ظل الأمن في الأزقة… نثق بكم، ونُقدّركم.
المؤسسة العسكرية: في الصحراء، على الحدود، في قلب الوطن… أنتم فخرنا وعزنا، لا تنامون لنحلم، ولا تتراجعون لنبقى.
وزارة الداخلية
القيّاد، الباشوات، العمال، الولاة… أنتم أذرع الدولة اليومية، أنتم من نراه أولًا وآخرًا.
كونوا كرامة الوطن في أعين الناس، لا سوط الخوف.
كونوا حزمًا بعدل، لا سلطة بتعسف.
وزارة الخارجية
أنتم وجه المغرب في العالم…
نُريدكم واجهة تُشرّفنا، لا تُخجلنا.
كونوا امتدادًا لهيبة الوطن، لسُمعة الملك، لصوت الشعب… كونوا سفراء الكرامة المغربية.
أرباب المال، المصانع، الضيعات، البنوك…
أنتم شُركاء، لا أوصياء.
لا تُبنوا غناكم على جوع البسطاء.
افتحوا الأبواب، ادعموا المبادرات، احترموا العمال، واصنعوا وطنًا لا فقط أرباحًا.
ونحن… نحن الشعب… نحن القصة من أولها.
نحن نبني أو نهدم، نُربي الأمل أو نُغرقه في التذمر.
علينا أن نُعيد اكتشاف مسؤوليتنا، أن نعيش للمغرب، لا أن ننتظر منه كل شيء ونفعل له لا شيء.
نُحب الوطن؟ فلنحترم إشارات المرور، لنزرع شجرة، لنُعلم طفلًا، لننظف شارعًا، لنبتسم لبعضنا.
الوطن لا يُبنى بالمنشورات، بل بالمواقف.
أيها المغاربة،
لقد آن أوان النهوض…
آن أوان أن نكون شعبًا يُراهن عليه، لا يُؤسف عليه.
آن أوان أن نعيش بكرامة، نُربي أبناءنا على الحلم لا على الحقد.
آن أوان أن نقول: هذا وطني، وأنا له… لا عليه.
فيا وطني، نحن لا نساوم عليك… لا نغادرك، لا ننسحب…
نحن لك، بك، ومنك…
نحبك حدّ الألم، حدّ الغضب، حدّ البكاء، حدّ الوقوف في وجه العاصفة من أجلك…
وها نحن، صامدون هنا من أجل مغرب الأمجاد